إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

359 ـ سَلْمان الفارِسي (000 ـ 36هـ = 000 ـ 656م)

:

أبو عبد الله، ويعرف بسلمان الخير، صحابي أنصاري. سُئِلَ عن نسبه فقال: أنا سلمان بن الإسلام. أصله فارسي من أصفهان. وكان اسمه قبل الإسلام "مابه بوذخشان بن مورسلان بن بهيوذان بن فيروزين سهرك".

وكان ببلاد فارس مجوسياً. ورحل إلى بلاد الشام والموصل ونصيبين وعمورية بحثاً عن عقيدة يطمئن إليها، واتصل بالرهبان وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، فلم يجد ضالته، وقصد بلاد العرب، وفي طريقه لقيه ركب من بني كلب، فاسترقوه وباعوه إلى رجل من اليهود، وانتهى به المقام إلى المدينة يعمل بالزراعة.

علم سلمان بخبر النبيّ- صلى الله عليه وسلم- ولما تمت الهجرة جاء إليه وتحرّى أوصافه؛ مما اطلع عليه في التوراة والإنجيل، فتيقن من نبوته، فآمن به ولازمه وشارك في غزواته.

وبعد أن اعتنق الإسلام آخى الرسول بينه وبين أبي الدرداء (عويمر بن مالك) وكاتب مالكه على أن يغرس له أربعين نخلة، وعلى أربعين أوقية من الذهب، فقال الرسول "أعينوا أخاكم بالنخل"، فأعانه الصحابة حتى اجتمع له، وتحرّر من الرق.

كان سلمان قوي الجسم، راجح العقل، أشار بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، التي سميت أيضاً بغزوة الخندق لهذا السبب، وشارك في حفره. وكان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وذوي القُرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولاّه الخليفة عمر بن الخطاب (المدائن) في بلاد فارس، وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه تصدّق به. وكان يأكل من كسب يده وينسج الخوص ويأكل خبز الشعير وهو أمير.

احتج المهاجرون والأنصار في سلمان، فقال المهاجرون سلمان منا، وقال الأنصار سلمان منا. فقال رسول الله: "سلمان منّا أهل البيت"، أخرجه الطبراني. وسئل عنه عليّ فقال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الاَخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الاَخر، وكان بحراً لا ينزف. وجُعل أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. وكان إذا خرج عطاؤه تصدّق به. ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده. له في كتب الحديث 60 حديثاً. و لابن بابويه القمي كتاب «أخبار سلمان وزهده وفضائله» ومثله للجلودي.

توفى سلمان الفارسي سنة 36هـ/656م. روى رضي الله عنه 60 حديثا للنبيّ صلى الله علي وسلم..